إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
51250 مشاهدة
من أسباب المروق من الدين: التفرق والاختلاف

...............................................................................


ولا شك أيضا أن من أسباب ترك الدين الاختلاف ...... فما عرفتم منه فاعملوا به وما لم تعرفوا فكلوه إلى عالمه لكن مع ذلك لا بد أن يقع الخلاف، قال تعالى: وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ثم إنه تعالى نهى عن هذا الاختلاف قال تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ نهي عن أن يكونوا مثلهم، لا تكونوا مثل هؤلاء، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ أنت بريء منهم، الذين فرقوا دينهم يعني جعلوا هذا دينا وهذا ليس بدين مع أنه دين واحد وَكَانُوا شِيَعًا الشيع هي الفرق والأحزاب المتباينة.
وكذلك أيضا الذين يتبعون الأهواء، كون الإنسان كلما هوي شيئا سار إليه واتبعه لا شك أنه غاية الضلال، وأن الإنسان الذي يرتكب هواه يعتبر عبدا لذلك الهوى اتخذه إلها، ورد في بعض الآثار: ما تحت أديم السماء إله يعبد أشد شرا من هوى متبع. ولذلك ذكر الله في القرآن: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أي لا يهوى شيئا إلا ركبه.
وهكذا ذم الذين يتبعون أهواءهم في هذه الآية في سورة النجم في قوله تعالى: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى إن يتبعون إلا الظن ويقولون: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ويتبعون ما تهوى الأنفس، كلما هويت نفس أحدهم شيئا سار نحوه وحرص على تحصيله، ولو كان منافيا للعقل، ولو كان مخالفا للدين والشرع.
وهكذا أيضا نزه الله تعالى نبيه عن هذا في أول سورة النجم كما سمعنا: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى فنزهه عن الضلال ونزهه عن الهوى مَا ضَلَّ أي ما أخطأ وتاه، الضلال هو التيه والضياع، وَمَا غَوَى أي لم يكن من أهل الغواية، بل هو من أهل العلم ومن أهل الدلالة، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى أي ما ينطق إلا بشيء محقق ليس عن الهوى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .
فالحاصل أن طريقة أهل السنة هي التمسك بهذا الكتاب والسنة، وأن من خالفهم من رافضة أو من خوارج أو من معتزلة أو نحوهم ولو استدلوا بالكتاب والسنة فإنهم في غاية الضلال والبعد عن السنة.
هذا مضمون ما ذكره هنا، وذكر أنه سيتكلم على هذه الفرق وعلى هذه العقائد في الفصول الآتية، فيتبين لنا ما يريده رحمه الله.
أسئـلة
س: الشيخ حفظه الله ذكر أنهم يحرمون الفقاع، ما المقصود؟
أنها ما يسمى بالكمأة.
س: شيخ؛ أحسن الله إليكم. يقول: فإذا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين قد انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة ......؟
مبدأهم ذو الخويصرة قال: إن من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم .