الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
68072 مشاهدة print word pdf
line-top
من أسباب المروق من الدين: التفرق والاختلاف

...............................................................................


ولا شك أيضا أن من أسباب ترك الدين الاختلاف ...... فما عرفتم منه فاعملوا به وما لم تعرفوا فكلوه إلى عالمه لكن مع ذلك لا بد أن يقع الخلاف، قال تعالى: وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ثم إنه تعالى نهى عن هذا الاختلاف قال تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ نهي عن أن يكونوا مثلهم، لا تكونوا مثل هؤلاء، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ أنت بريء منهم، الذين فرقوا دينهم يعني جعلوا هذا دينا وهذا ليس بدين مع أنه دين واحد وَكَانُوا شِيَعًا الشيع هي الفرق والأحزاب المتباينة.
وكذلك أيضا الذين يتبعون الأهواء، كون الإنسان كلما هوي شيئا سار إليه واتبعه لا شك أنه غاية الضلال، وأن الإنسان الذي يرتكب هواه يعتبر عبدا لذلك الهوى اتخذه إلها، ورد في بعض الآثار: ما تحت أديم السماء إله يعبد أشد شرا من هوى متبع. ولذلك ذكر الله في القرآن: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أي لا يهوى شيئا إلا ركبه.
وهكذا ذم الذين يتبعون أهواءهم في هذه الآية في سورة النجم في قوله تعالى: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى إن يتبعون إلا الظن ويقولون: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ويتبعون ما تهوى الأنفس، كلما هويت نفس أحدهم شيئا سار نحوه وحرص على تحصيله، ولو كان منافيا للعقل، ولو كان مخالفا للدين والشرع.
وهكذا أيضا نزه الله تعالى نبيه عن هذا في أول سورة النجم كما سمعنا: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى فنزهه عن الضلال ونزهه عن الهوى مَا ضَلَّ أي ما أخطأ وتاه، الضلال هو التيه والضياع، وَمَا غَوَى أي لم يكن من أهل الغواية، بل هو من أهل العلم ومن أهل الدلالة، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى أي ما ينطق إلا بشيء محقق ليس عن الهوى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .
فالحاصل أن طريقة أهل السنة هي التمسك بهذا الكتاب والسنة، وأن من خالفهم من رافضة أو من خوارج أو من معتزلة أو نحوهم ولو استدلوا بالكتاب والسنة فإنهم في غاية الضلال والبعد عن السنة.
هذا مضمون ما ذكره هنا، وذكر أنه سيتكلم على هذه الفرق وعلى هذه العقائد في الفصول الآتية، فيتبين لنا ما يريده رحمه الله.
أسئـلة
س: الشيخ حفظه الله ذكر أنهم يحرمون الفقاع، ما المقصود؟
أنها ما يسمى بالكمأة.
س: شيخ؛ أحسن الله إليكم. يقول: فإذا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين قد انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة ......؟
مبدأهم ذو الخويصرة قال: إن من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم .

line-bottom